التعلم التعاونىتعريف التعليم التعاوني :
التعليم التعاوني هو أسلوب تعلم يتم فيه تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة غير متجانسة ( تضم مستويات معرفية مختلفة )، يتراوح عدد أفراد كل مجموعة ما بين 4 – 6 أفراد ، ويتعاون تلاميذ المجموعة الواحدة في تحقيق هدف أو أهداف مشتركة ، و هو شكل من أشكال التعلّم الرمزي يشترط فيه أن يحدث التفاعل بين أفراد المجموعة بجميع أشكاله كالتآزر ، والتواصل ، والمسؤولية ، والمعالجة .
– العناصر الرئيسة للتعلّم التعاوني :
1- الاعتماد الإيجابي المتبادل : وهو يعني أن يعرف جميع أفراد المجموعة أن نجاح العمل هو مسؤوليتهم وأن يظهر ذلك في سلوك كل واحد منهم .
2- المسؤولية الفردية :كل عضو في المجموعة مسؤول عن إتقان المادة موضوع الدرس.وهذا يتطلب تعاوناً كبيراً بين أفراد المجموعة.
3- مهارات التواصل بين الأشخاص ومهارات العمل مع المجموعات الصغيرة، ينبغي أن يتم تدريب الطلاب على هذه المهارات مع زملائهم في المجموعة وفي المجموعات الأخرى وفيما بعد في المجتمع الكبير .
4- المعالجة وتجهيز المادة.وهذا يتطلب صياغة المادة بشكلها النهائي وتحليلها وفهمها وهو يعتمد على تنفيذ العناصر الثلاثة السابقة بشكل جيد.
– استخدام التعلّم التعاوني :
يستخدم هذا الأسلوب في معالجة مختلف الموضوعات العلمية والأدبية والاجتماعية . ونضرب الأمثلة التالية التي يمكن أن يطبق فيها هذا الأسلوب بسهولة وهي على سبيل المثال لا الحصر : التجارب المخبرية – حل المسائل الحسابية – تحليل قصيدة أو نص أدبي – دراسة جغرافية واقتصاديات بلد ما (…) إلى آخره .
– دور المعلم في التعليم التعاوني:
يمكن للمعلم أن ينفذ هذا الأسلوب من التعلم مع طلابه في مختلف المراحل، ولكن الأمر يحتاج إلى تدريب وجهد ومتابعة كما هو الحال في كل أساليب التعلم .ولا يختلف دور المعلم في التعلّم التعاوني من دوره في أي أسلوب آخر، والذي يقوم على مد يد العون والمساعدة لطلبته، ليس بإعطائهم الحلول الجاهزة للمشاكل وإنما بطرح الأسئلة عليهم وتشجيعهم على المثابرة في بحثهم عما يريدون. يمكن أن نلخص دور المعلم بما يلي :
1) اختيار الموضوع والعناوين الرئيسية له وتحديد الأهداف له،وكذلك تنظيم الصف وإدارته .
2) تكوين المجموعات في ضوء الأسس المذكورة سابقا واختيار شكل المجموعة.
3) تحديد المهمات الرئيسية والفرعية للموضوع وتوجيه التعلم .
4) الإعداد لعمل المجموعات والمواد التعليمية وتحديد المصادر والأنشطة المصاحبة.
5) تزويد المتعلمين بالإرشادات اللازمة للعمل واختيار منسق كل مجموعة وبشكل دوري وتحديد دور المنسق ومسؤولياته .
6) تشجيع المتعلمين على التعاون ومساعدة بعضهم .
7) الملاحظة الواعية لمشاركة أفراد كل مجموعة .
8)توجيه الإرشادات لكل مجموعة على حدة وتقديم المساعدة وقت الحاجة .
9) التأكد من تفاعل أفراد المجموعة .
10) ربط الأفكار بعد انتهاء العمل التعاوني ، وتوضيح وتلخيص ما تعلمه الطلاب .
11) تقييم أداء المتعلمين وتحديد التكليفات الصفية أو الواجبات و تقويم تحصيل الطلاب .
– أدوار الطلاب في المجموعة التعاونية:
يمكن للمعلم أن يحدد لكل طالب دوره دون العودة للطلاب، كما يمكن أن يتم هذا التحديد بالمناقشة مع أفراد المجموعة، ويمكن في الحالات المتقدمة ترك الأمر كله للطلاب. أما أدوار الطلاب في المجموعة التعاونية فيمكن تلخيصها بما يلي :
– الملخص : وهو يدون الملاحظات ، ويصوغ الأسئلة والخلاصات والإجابات ، كما يقوم بالاتفاق مع باقي أفراد المجموعة بوضع الموضوع المدروس في صورته النهائية ، قد يقوم بهذا العمل أكثر من فرد واحد ويشترط فيمن يقوم به أن يكون جيداً في أسلوبه وقدرته على التعبير .
– الباحث : وهو الذي يجمع المواد المطلوبة ، ويتصل بالمجموعات الأخرى ، أو بالمعلم أو بأشخاص آخرين ، أي أن مهمته البحث عن مصادر أخرى للمعرفة .
– المقرر أو المسجل: وهو الذي يسجل قرارات المجموعة، ويتابع دور كل واحد منها، كما يقوم بتحرير التقرير النهائي عن الموضوع، لذلك يجب أن يكون متميزاً (كلما كان ذلك ممكناً) في قدراته اللغوية وأسلوب تعبيره.
– المراقب والمعزز: وهو يرصد التعاون بين أفراد المجموعة، كما يقوم بتشجيع وتعزيز إسهامات الأفراد، إنه معزز ذاتي ومعزز خارجي في الوقت نفسه. ومن المؤكد أن هذه الأدوار تختلف من وقت لآخر، وأن البعض منها قد لا يكون موجوداً في وقت ما. إن توزيع هذه الأدوار وغيرها كثيراً ما يحدث نتيجة السلوك الطبيعي لأفراد المجموعة. يمكن أيضاً أن يستخدم المعلمون تسميات أخرى غير ما ذكرنا حسب ما يناسبهم .
– أسباب إهدار فرص الإفادة من قوة عمل المجموعات في المدارس:
1) عدم وضوح العناصر التي تجعل عمل المجموعات عملاً ناجحاً ، فمعظم المربين لا يعرفون الفرق بين مجموعات التعلم التعاوني ومجموعات العمل التقليدية .
2) إن أنماط العزلة المعتادة التي توجدها البنية التنظيمية تجعل المربين ميالين إلى الاعتقاد بأن ذلك العمل المعزول هو النظام الطبيعي للعالم. إن التركيز على مثل هذه الأنماط القاصرة؛ قد أعمى المربين عن إدراك أن الشخص بمفرده لا يستطيع أن يبني عمارة أو يحقق الاستقلال للأمة، أو يبتكر حاسباً آلياً عملاقاً !
3) إن معظم الأفراد في مجتمعنا يقاومون بشكل شخصي التغير الذي يتطلب منهم تجاوز الأدوار والمسؤولية الفردية ، فنحن كمربين ؛ لا نتحمل بسهولة مسؤولية أداء زملائنا ، كما أننا لا نسمح لأحد الطلاب أن يتحمل مسؤولية تعلم طالب آخر .
4) إن هناك مجازفة في استخدام المجموعات لإثراء التعلم وتحسينه ، فليست كل المجموعات ناجحة في عملها ، ومعظم الكبار مروا بخبرات شخصية سيئة أثناء عملهم ضمن لجان أو مجموعات أو جمعيات غير فاعلة ، ولذا ؛ فإن التعقيد في عمل المجموعات يسبب قلقاً لدى المربين بشأن ما إذا كانوا قادرين على استخدام المجموعات بشكل فاعل أم لا ، وعندما يقارن العديد من المربين بين القوة الكامنة في عمل المجموعات التعلمية وبين احتمال الفشل ، فإنهم يختارون الطريقة الأسلم ويتمسكون بالطريقة الانعزالية (الفردية) الحالية .
5) إن استخدام المجموعات التعلمية التعاونية يتطلب من التربويين تطبيق ما هو معروف عن المجموعات الفاعلة بطريقة منضبطة ، ومثل هذا العمل المنضبط ربما يولد رهبة توهن العزيمة بالنسبة للعديد من المربين .
– ما الذي يجعل العمل التعاوني عملاً ناجحاً ؟
إن التعلم التعاوني شيء أكثر من مجرد ترتيب جلوس الطلاب ، فتعيين الطلاب في مجموعات وإبلاغهم بأن يعملوا معاً لا يؤديان بالضرورة إلى عمل تعاوني ، فيمكن مثلاً أن يتنافس الطلاب حتى لو أجلسناهم بالقرب من بعضهم البعض ، وكذلك يمكن أن يتحدثوا حتى لو طلبنا إليهم أن يعمل كل منهم بمفرده ، ولذا فإن بناء الدروس على نحو يجعل الطلاب يعملون بالفعل بشكل تعاوني مع بعضهم بعضاً يتطلب فهماً للعناصر التي تجعل العمل التعاوني عملاً ناجحاً . ولكي يكون العمل التعاوني عملاً ناجحاً فإنه يجب على المعلمين أن يبنوا بوضوح في كل الدروس عناصر العمل التعاوني الأساسية ، وهذه العناصر هي :
1 ) الاعتماد المتبادل الإيجابي :-
وهو أهم عنصر في هذه العناصر ، يجب أن يشعر الطلاب بأنهم يحتاجون لبعضهم بعضاً ، من أجل إكمال مهمة المجموعة ، ويمكن أن يكون مثل هذا الشعور من خلال :
أ – وضع أهداف مشتركة .
ب – إعطاء مكافآت مشتركة .
ج – المشاركة في المعلومات والمواد ( لكل مجموعة ورقة واحدة أو كل عضو يحصل على جزء من المعلومات اللازمة لأداء العمل).
د – تعيين الأدوار.