السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظام ط§ظ„ظ…ط±ظˆط± عند النمل
اكتشافات جديدة تأتي دائماً لتصدق ما جاء في القرآن قبل أربعة عشر قرناً،
لنتأمل هذه اللطائف في عالم ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ وكيف تحدث عنها القرآن……
دأب المشككون على نقد أي شيء في هذا القرآن ليوهموا المسلمين بأن القرآن لا يتفق مع العلم والمنطق والعقل. فتراهم يلجأون إلى الآيات المتشابهة التي يصعب تفسيرها في ظل المعرفة المتوافرة، فيقولون إن القرآن يعرض الأساطير والخرافات، ولذلك فقد علم الله تعالى بأمثال هؤلاء وحدثنا عنهم قبل أربعة عشر قرناً!! يقول سبحانه وتعالى: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الفرقان: 5].
ومن الانتقادات التي قرأتها على مواقعهم أن القرآن يحوي قصصاً خرافية حول حشرات تتكلم مثل قصة الملك سليمان عندما تحدثت النملة مع رفيقاتها وفهم كلامها، ويقولون إن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ لا يمكن أن يصدر عنه أي صوت ولا يمكن لأحد أن يكلم النمل.
في البداية لنقرأ الآية الكريمة ونتأمل ما فيها، يقول تعالى عن سيدنا سليمان عليه السلام في قصته عندما قدم إلى وادي ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ مع جنوده: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18].
إن هذه الآية تدل على أن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ يتمتع بنظام للمرور، حيث نجد إحدى النملات تعمل مثل "شرطي المرور" تنظم السير وتوجه الإنذارات لدى وجود أي خطر، وتخاطب ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ بلغة يفهمونها، وأنه من الممكن إدراك هذه اللغة، لأن سيدنا سليمان أدركها وفهم عليها وتبسم من قولها. وهذا ما ينتقده بعض المشككين.
وقبل أن نحاول الإجابة عن هذه الانتقادات الموجهة للقرآن نستعرض ما كشفه العلماء مؤخراً حول مجتمع النمل. فقد درس العلماء هذا المجتمع المحير لقرون واستعان بالمجاهر والوسائل والمختبرات لإجراء التجارب على ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ وخرج بنتاج مذهلة تبين أن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ مجتمع كامل بكل معنى الكلمة، وهو يتخاطب ويقوم بكل الأعمال والمهارات وهو يتعلم تقنيات جديدة وغير ذلك.
لقد أمضى الباحث Graham Currie السنتين الماضيتين في دراسة ظاهرة تنظيم ط§ظ„ظ…ط±ظˆط± عند النمل، وكيف يستطيع مجتمع ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ تنظيم حركته لتجنب الفوضى أو الهلاك.
وقال بعد هذه الأبحاث:
إن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ يتفوق على البشر في تنظيم حركة ط§ظ„ظ…ط±ظˆط± لديه،
وهو يعمل بكفاءة عالية حتى أثناء الزحام.
بل إن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ يستطيع التحرك في مجموعات كبيرة والتوجه إلى مساكنه
خلال لحظات دون حدوث أي حادث أو اصطدام أو خلل.
النملة التي تنظم ط§ظ„ظ…ط±ظˆط± لها طريق خاص بها (طرق سريعة freeways) لا تسلكه بقية النملات وهذا الطريق تستخدمه النملة لتوجيه بقية النملات، وهناك طريق في الوسط تسلكه النملات المحملة بالغذاء والحبوب والمواد القابلة للتخزين، أما النملات "الفارغة" فلها طريق على الجوانب (طريق سريعة) لأن حركتها تكون أسرع من النملات المحمَّلة، كل هذا يحدث بنظام فائق الدقة لا يوجد أي خلل أو خطأ، سبحان الله!
ويؤكد الباحثون الأوربيون أن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ يوزع الأعمال، فهناك نملات مهمتها إعطاء التعليمات ومخاطبة مجتمع ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ وتحذيره وإرشاده ماذا يعمل في الحالات الطارئة (أشبه بعمال الطوارئ)! وهناك لغة واضحة يتخاطب بواسطتها مجتمع النمل.
يعتبر دماغ النملة الأكبر بين الحشرات قياساً لحجمها،
وهو يحوي أكثر من 250000 خلية عصبية في دماغ النملة لا زالت مجهولة
من قبل العلماء، وبعض الباحثين يؤكدون أن دماغ النملة يعمل أفضل من أي كمبيوتر في العالم! هذه الخلايا العصبية لها مهمة إرسال الرسائل والتواصل والتخاطب.
تبين الدراسات أيضاً أن المهمة الوحيدة لذكور ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ هي التزاوج مع الملكة، أما مهام الدفاع والتحذير وتنظيم ط§ظ„ظ…ط±ظˆط± وغير ذلك فهي مهمة النملة الأنثى، وهنا ندرك دقة التعبير القرآني بقوله تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ) بالمؤنث ليدلنا على أن النملة هي التي تتولى مهمة الدفاع والتحذير من الأخطار.
لقد خلق الله للنملة عيوناً فيها الكثير من العدسات، وخلق لها قلباً يضخ الدم الذي لا لون له، ولها جهاز عصبي وغير ذلك من الأجهزة التي تجعلها من أكثر الحشرات نجاحاً في البقاء والاستمرار، ولذلك ذكرها الله في كتابه في سورة عظيمة هي سورة النمل.
تعمل النملة على تنظيف البيئة، وعلى تربية صغارها والاعتناء بهم بشكل مذهل، وتعمل على الدفاع عن نفسها وعن مستعمراتها، وتقوم بانتقاء الأنواع المفيدة من الطعام، وفي دراسة جديدة تبين أن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ لا يأخذ أي طعام يصادفه، بل يقوم بتخزين الأغذية ويركز على الأنواع الدسمة من الطعام ليستفيد منها في الشتاء!
كما تبين الدراسات الجديدة في علم تشريح الحشرات أن النملة تتمتع بغلاف صلب وقوي يحمي جسدها من الأخطار، ولذلك فإن النملة عندما تواجه عدواً وهي على شجرة مثلاً ترمي بنفسها وتطير طيراناً موجهاً وتنزلق انزلاقاً على النباتات تجنباً لتحطم هذا الغلاف الصلب، ولذلك حذَّرت النملة رفيقاتها بكلمة (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ)، لأنك عندما تدوس على نملة مثلاً فإن غلافها الخارجي يتحطم كما يتحطم الزجاج!
يعتبر عالم ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ أكثر المخلوقات انتشاراً على الأرض،
حيث يوجد عشرين ألف نوع منه، وكل نوع يوجد منه الملايين!!
ووجد العلماء أن مجتمع ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ يستجيب لأي نداء يوجه إليه من النملة
التي تحذر من الأخطار، لدرجة أن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ يلبي النداء على الفور.
تستطيع النملة حمل ثقل يساوي عشرين ضعف وزنها،
وتمتلك مهارات عالية،
ولديها وسائل وخطط عسكرية للدفاع عن نفسها،
لديها درجة من الأمن حيث تطلق الإنذارات لدى الإحساس بأدنى خطر.
قام العلماء بمراقبة النملات وهي تعمل، وذلك بعد أن قاموا بوضع علامة مميزة لكل نملة، فوجدوا أن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ يقسم نفسه إلى فرق، كل طائفة تقوم بعمل محدد لعدة أسابيع، أي أن النملة التي تقوم بإنذار النملات لدى وجود خطر هي ذاتها، والنملات التي تعتني بالأطفال الصغار هي ذاتها، والنملات التي تتولى مهمة الدفاع عن المستعمرة هي ذاتها، ولكن بعد عدة أسابيع تتبادل المهمات لتكتسب كل منها مهارات جديدة.
والآن هذا ما يقوله العلم عن النمل، إنه أكثر من مجرد أن نملة تتكلم، فالنمل يقوم بالزرع وحراثة الأرض، ويقوم بتربية ورعاية الأطفال، كذلك التعليم حيث تقوم النملات لتعليم صغارها كل شيء تقريباً، لدى ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ وسائل للتحكم بدرجة حرارة المسكن، وبالتالي تحافظ على درجة حرارة مناسبة لها ولصغارها. كذلك لدى مجتمع ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ تخصصات للعمل، فكل مجموعة تقوم بعمل محدد، تقوم بأعمال بناء كالبشر، كذلك يعتبر ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ مهندساً بارعاً في البناء. وكذلك لديها تقنيات للحفاظ على الطعام وتخزينه وفق أفضل الشروط. والشيء المهم أن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ يقوم بعمله طواعية وليس مكرهاً، فسبحان الله!
والسؤال:
هل القرآن يحوي قصصاً خرافية أم أنه كتاب علم ينطق بالحق؟
إن العلماء يؤكدون أن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ سبق البشر في كثير من المهارات،
وأنه مجتمع قائم بذاته كالبشر، ولذلك فإن الله تعالى أكد أن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ هو أمة مثلنا فقال:
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
ولذلك فإن القرآن عندما تحدث عن لغة للنمل تتخاطب بها فهذا متفق مع العلم الحديث، وعندما تحدث عن معجزة لنبي كريم هو سيدنا سليمان الذي كان يفهم لغة النمل، فهذا ممكن علمياً، لأن العلماء أثبتوا أن ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ يصدر مواد كيميائية يتخاطب بها، ويصدر ترددات كهرومغناطيسية يتواصل مع بقية النمل، والله تعالى أعطى لسيدنا سليمان القدرة على معرفة هذه اللغة، فالله تعالى خالق ط§ظ„ظ†ظ…ظ„ وخالق البشر وهو يعطي من المعجزات ما يشاء لأنبيائه، نسأل الله تعالى أن يزيدنا علماً وإيماناً وتسليماً، انه نعم المولى ونعم النصير