واشنطن – في الوقت الذي تتبدد فيه الغيوم التي أحاطت بأمر اختفاء ط£ظ…ظٹظ„ظٹط§ إيرهارت،
فيا حبذا لو جرى تركيز الاهتمام من جديد على حياتها المهنية باعتبارها طيارة شجاعة ألهمت الرجال والنساء
على اغتنام الفرص الجديدة في مجال الطيران.
في أيار/مايو عام 1932،
دخلت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ التاريخ باعتبارها أول امرأة تقود طائرة بمفردها دون توقف عبر المحيط الأطلسي.
(الأميركي تشارلز ليندبيرغ هو أول من أنجز ذلك العمل في عام 1927)
فقد انطلقت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ من كندا في رحلة استغرقت 15 ساعة وقادتها إلى أيرلندا الشمالية،
وهي تقود طائرة حمراء من طراز لوكهيد فيغا 5 بي، فأثارت ضجة كبيرة في وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم.
وبعد أربعة أشهر، أصبحت أول طيارة تقود طائرة بمفردها دون توقف عبر أجواء الولايات المتحدة.
وقد سجلت رحلتها من كاليفورنيا إلى نيو جيرزي رقمين قياسيين بالنسبة للمرأة، في السرعة
إذ طارت لمدة 19 ساعة و5 دقائق، وفي المسافة إذ اجتازت مسافة قدرها 2447 ميلا (3938 كيلومترا).
ولكن رحلتها النهائية التي لم تكتمل هي الرحلة التي نقلتها من مرتبة الشهرة إلى الأسطورة.
"كان يتحتم عليّ أن أطير"
زارت مواطنة كانساس، المولودة في عام 1897، أول معرض للطيران في عام 1918
حينما كانت تعمل مساعدة تمريض في هيئة الصليب الأحمر في تورونتو، لكنها لم تبدأ رحلتها الأولى بالفعل حتى عام 1920.
وحملتها تلك التجربة على أن تصرح قائلة "إنني ما أن أقلعت بالطائرة من الأرض حتى أدركت بأنه لا بد لي أن أمارس مهنة الطيران."
وقد قامت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ بالطيران بمفردها في عام 1921، وابتاعت طائرتها الأولى في عام 1922 –
بالمال الذي كسبته من عملها كعاملة هاتف وكمصورة فوتوغرافية –
وسجلت كامرأة رقما قياسيا في التحليق على ارتفاع 14 ألف قدم (4267 مترا)
في وقت لاحق من ذلك العام. وفي عام 1923،
أصبحت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ المرأة الـ16 التي تحصل على رخصة طيران رسمية من هيئة الطيران الدولية.
وبحلول عام 1928، كانت إيرهارت، الأخصائية الاجتماعية، تساعد العائلات المهاجرة في بوسطن –
ولكنها كانت أيضا تمارس مهنة الطيران بقدر المستطاع – حينما تلقت الدعوة لتكون أول امرأة تطير عبر المحيط الأطلسي.
وفي 17 حزيران/يونيو 1928، غادرت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ والطياران ويلمر شتولتز وغوردون لويس نيوفاندلاند، بكندا،
على متن الطائرة ذات المحركات الثلاثة من طراز فوكر إف 7 فريندشب. ولم تتح لها الفرصة لتقودها عبر المحيط،
لكنها حظيت ببعض الوقت في مقعد الطيار في الجزء الأخير من الرحلة بين ويلز وإنجلترا.
وقد جلبت تلك الرحلة نحوها انتباها دوليا، ومنحتها فرصة لكسب عيشها في مجال الطيران.
وبدأت جولة في أرجاء الوطن لإلقاء المحاضرات مع مدير الدعاية جورج بوتنام
(مروّج رحلة فريندشب) بصفته مدير أعمالها. وتزوجا في عام 1931.
أميليا ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ والملاح فريد نونان يستعرضان خارطة لرحلتهم المقررة حول العالم في عام 1937.
وما أفسد على ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ في عام 1932 رحلتها عبر الأطلسي هو خزان يتسرب منه الوقود
وتشقق بالجوانب وجناحان يغطيهما الجليد،
ولكن رغم ذلك فقد أدخلتها تلك الرحلة في مصاف المشاهير على المستوى العالمي
كأول طيارة من النساء تعبر الأطلسي بمفردها.
عادت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ إلى الولايات المتحدة حيث تم تكريمها في موكب الشرائط في مدينة نيويورك،
وأقيم لها حفل بمناسبة السلم الجائزة في واشنطن.
وبعد بضعة أشهر، كانت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ مرة أخرى على متن طائرتها الفيغا في رحلة عابرة للقارات سجلت رقمًا قياسيًا.
وأصبحت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ أول شخص يطير بمفرده من هاوائي إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير عام 1935،
فأكملت رحلة محفوفة بالمخاطر بلغت 2408 ميل (3875 كيلومتر) قد أودت بالفعل بحياة العديد. وفي وقت لاحق من ذلك العام،
سجلت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ رقما قياسيا في الرحلات الجوية من لوس أنجلوس إلى مكسيكو سيتي ومن مكسيكو سيتي إلى نيو جيرزي.
أصبحت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ أول امرأة تشغل منصب نائب رئيس الرابطة الوطنية للملاحة الجوية
التي تصدّق على السجلات وتمنح تراخيص السباقات الرسمية.
أقنعت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ مسؤولي المنظمة بإنشاء سجلات منفصلة للسيدات،
بحجة أن النساء يفتقرن إلى الأموال والطائرات لمنافسة أقرانهن من الرجال على الألقاب "العالمية".
كما قامت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ أيضًا باستمالة الكونغرس لسن تشريعات للطيران،
وتعزيز سلامة وكفاءة الرحلات الجوية،
في حين واصلت إلقاء المحاضرات والكتابة للمجلات المتداولة في أرجاء البلاد مثل مجلة كوزموبوليتان.
لقد كانت هذه الطيارة البارعة أيضا سيدة أعمال موهوبة، فقد قامت بتصميم خط ملابس نسائية
(في البداية باستخدام ماكينة الخياطة الخاصة بها)
ومجموعة من الحقائب الخفيفة الوزن التي تباع مع مفتاح حقائب "أميليا إيرهارت".
لقد أصبحت المرأة الشابة التي لم تنه دراستها الجامعية أستاذًا زائرًا في جامعة بوردو في عام 1935
بناءً على دعوة من رئيسها، إدوارد إليوت، المناصر لحقوق النساء في التعليم العالي، وخاصة في مجالي الهندسة والعلوم.
وقد أقنع إليوت أيضا المتبرعين لجامعة بوردو بشراء طائرة لوكهيد 10 إي إليكترا ذات المحركين لأجل إيرهارت.
وكان القصد من شراء طائرة إليكترا هو أن يتحول حلم ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ بالطيران حول العالم إلى واقع،
نظرًا لوجود مسار استوائي كان يتطلب تغيرات طويلة ومتعددة في اتجاه الرحلة عبر المحيط الهادئ.
وفي 20 آذار/مارس 1937، سقطت طائرة ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ عند إقلاعها وتحطمت في هونولولو،
لتنتهي بذلك محاولة للطيران حول العالم في رحلة باتجاه الغرب كانت قد بدأت في ولاية كاليفورنيا.
وبعد إصلاحات شاملة للطائرة،
بدأت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ رحلة حول العالم باتجاه الشرق في 1 حزيران/يونيو 1937،
في طريقها من كاليفورنيا إلى فلوريدا مع فريد نونان بصفته ملاحًا للرحلة.
وصلت ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ ونونان إلى غينيا الجديدة في 29 حزيران/يوتيو،
بعد أن قاما بالطيران لمسافة 22 ألف ميل
(35406 كيلومتر)،
وتبقى 7 آلاف ميل (11265 كيلومتر) قبل الوصول إلى أوكلاند،
وكانت المحطة التالية المقرر فيها التوقف للتزود بالوقود هي جزيرة هاولاند،
والتي تبعد 2556 ميل (4113 كيلومتر). لكنهما لم يصلا أبدًا.
تلقى زورق خفر السواحل الأميركية ’إتاسكا‘، الراسي قبالة سواحل هاولاند،
عدة إشارات بث صوتية من ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ إذ كانت تقترب من المنطقة، وكانت آخر إشارة منها في الساعة 8:43 صباحًا.
وفي 19 تموز/يوليو 1937، تم الإعلان عن فقدان ط¥ظٹط±ظ‡ط§ط±طھ ونونان في عرض البحر بعد عمليات بحث مكثف بحرًا وجوًا.
وها نحن الآن، بعد مرور 75 عامًا، بدأنا نفهم كيف انتهت تلك الرحلة.
صورة للطائرة المختفية
صورة ايميليا وهي داخل كبينة الطائرة المختفية
وهذه الصورة الملتقطة في نفس عام اختفائها مع بعض الطيارين
من اليسار الى اليمين
بول مانتز,ايميليا ايرهارت,هاري مانينغ,فريد نونان