تخطى إلى المحتوى

من إعجاز القرآن العلمي في نبات المحاصيل 2024

د. السيد محمد زيدان
قول الله تعالي في كتابه الكريم: {محمد رسول الله و الذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوي علي سوقه} (الفتح: 29).
هذه الآيات الكريمة تتحدث عن أطوار نمو نباتات العائلة النجيلية في تعبير
و ترتيب دقيق واضح، فكيف وصف العلم الحديث هذه ا؟

لأطوار

أطوار نمو نباتات العائلة النجيلية كما وصفها العلم

الحديث:

تعد العائلة النجيلية (Germanica)
إحدى العائلات النباتية لذوات الفلقة الواحدة (

Monocotyledons) . تتكون نباتات هذه العائلة

من الجذور الليفية و الأوراق الشريطية و السيقان

القائمة و الأزهار في نورات تعرف بالسنابل (

Spikes) . من نباتات هذه العائلة: الأرز و القمح

و الشعير و الذرة الرفيعة و قصب السكر. و تتشاب

ه نباتات العائلة في مراحل نموها، فتبدأ بانقسام

خلايا الجنين بالحبة، فيتكون أولا المجموع الجذري
و الأوراق الخضرية الأولي ثم يتكون الساق مع

استمرار تكوين الأوراق، ثم يبدأ ظهور السنابل و

تتكون الأزهار. هذه النباتات تخرج ما يسمي

بالشطء، و هو فرع يشبه الأصل تماما (Tiller)

، و يختلف عن الفرع المعروف بـ (Branch)
لأن هذا الأخير يختلف عن الأصل قليلا. و جميع
النباتات المذكورة سابقا (الأرز و الشعير…)

تخرج أشطاء مماثلة للساق الأصلي الذي يظهر مباشرة م

ن الحبة بعد إنباتها. و يصل عدد الفروع إلي حوالي

30 فرعا (شطء) حسب نوع النبات و الظروف

المحيطة. و يوجد فترة زمنية بين خروج الشطء

الأول و الثاني و الثالث و هكذا.

يقوم النبات الأصلي بعد ذلك بتقوية الشطء الذي

يخرجه، و هذه حقيقة واضحة الآن، و تم تأكيدها

بالبحوث العلمية الدقيقة بواسطة أجهزة دقيقة

و فحوص ميكروسكوبية لتأكيد العلاقة بين الشطء و

الأصل. من هذه البحوث ما أجراه عالمان من اليابان
هما (Ishizuka and Tanaka , 1963

) ، و قد قام العالم الإنجليزي (Evans 1975)

بالتعليق علي النتيجة التي توصلا إليها في كتاب

ه عن فسيولوجيا المحاصيل: حيث وجد أن الشطء عند

خروجه من الأصل (الأم) يعتمد اعتمادا كليا عليه

(علي الأم) في امتصاص العناصر الغذائية اللازمة

لبناء خلاياه.

في المرحلة التالية تتكون علي الشطء ثلاث أوراق

خضرية و أربعة أو خمسة جذور حيث يبدأ في

الاعتماد علي نفسه في تكوين مواد غذائية عن

طريق امتصاص الجذور للعناصر الغذائية المذابة

في الماء و اللازمة للنمو. و تقوم الأوراق بعملية

التمثيل الضوئي و تكوين المواد الكربوهيدراتية

اللازمة للطاقة، و تزداد في هذه المرحلة قوة الشطء

و مقاومته للظروف المناخية بازدياد سمكه.

</SPAN>
تأتي بعد ذلك المرحلة الأخيرة و هي استطالة

السيقان و ظهور السنابل علي قممها، و عندما تصل

السيقان إلي أقصى طول لها تكون السنابل قد تكونت جميعا.

ملامح ط¥ط¹ط¬ط§ط² ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† في وصف نباتات المحاصيل:

ذكرت الآيات الكريمة من سورة الفتح، التسلسل

الذي تمر به هذه الأنواع من نباتات المحاصيل

، حتى تؤتي ثمارها و تخرج سنابلها، و قد

أوضحت أطوار النمو في تعبيرات دقيقة موجزة تصف كل

مرحلة علي حدة كما وصفها الآن العلم الحديث بع

د بحوث شاقة و جهود معملية استغرقت سنوات

طويلة. يقول الله تعالي:
{كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوي علي سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار}
(الفتح: 29).
فجاء قوله سبحانه: "أخرج شطأه

" يفهم منه بداية أن المقصود بالوصف هو أحد

نباتات العائلة النجيلية، لأنها هي التي تخرج

أشطاء. و الشطء هو الفرع الذي يشبه الأصل

تماما كما ذكرنا من قبل. الطور الثاني و هو تقوية

هذا الشطء عن طريق الفرع الأم، الذي يمده

بالعناصر الغذائية اللازمة لبناء خلاياه و حتى

تتكون عليه ثلاث أوراق، هذا الطور يصفه القرآن

بقوله: "فآزره". هذه الكلمة تعني في اللغة: قواه

و أعانه و شده. و هذا يعني أن الزرع أو النبات

الأصلي يقوم بتقوية الشطء الذي يخرجه، و قد

ثبت هذا علميا كما ذكرنا. تأتي بعد ذلك الكلمة

التالية أو المرحلة التالية "فاستغلظ"، و الفاء هي

فاء التتابع، و المقصود هو عملية الاستغلاظ أو

الزيادة في السمك. و تختلف هذه الكلمة عن

سابقتها، فالفرع يعتمد علي نفسه في الزيادة في

السمك و تقوية جدر خلاياه، أما في المرحلة

السابقة فيعتمد علي الفرع الأم في الحصول علي

العناصر الغذائية ، فجاء التعبير "فآزره" مشيرا

إلي أن الذي قواه هو الفرع الأصلي و لم يقو

بنفسه كما في مرحلة الاستغلاظ التالية. و تأتي

بعد ذلك المرحلة الأخيرة و هي مرحة تكوين

السنابل و نمو الحبوب و التي وصفها ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ†

بقوله "فاستوي علي سوقه" . هذه الآيات القرآنية

البليغة في سورة الفتح، ذكرت في إيجاز شديد، و

لكن في غاية الدقة و الإبداع أطوار النمو التي

أوضحناها بترتيب دقيق واضح ، مع الفارق في

انه ذكر منذ أربعة عشر قرنا من الزمان قبل معرفه

الميكروسكوبات و التجارب المعملية!

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.